موضوع وحدة الغربة و الاغتراب في الأدب المهجري | الوحدة الثانية | ص 65 | Wiplax

تناول الأدب المهجري مشكلات إنسانية عميقة أفرزتها ظروف الغربة , فعبر الشعراء المهجريون عن استنكارهم المجتمع المادي في مهاجرهم , و طالبوا الإنسان بالعود

 نص الموضوع :

تناول الأدب المهجري مشكلات إنسانية عميقة أفرزتها ظروف الغربة , فعبر الشعراء المهجريون عن استنكارهم المجتمع المادي في مهاجرهم , و طالبوا الإنسان بالعودة إلى رحاب الطبيعة , و أبرزوا انتماءه إلى قيم وطنه الروحية , متطلعين إلى عالم يسوده الإخاء , و السلام .

* ناقش الموضوع السابق و أيد ما تذهب إليه بالشواهد المناسبة , موظفا الشاهد الآتي :

- قال إيليا أبو ماضي :

إنَما شوقي إلى دنيا رضا * و إلى عصرِ سلامٍ و إخاءِ

الموضوع :

لقد تناول الأدب المهجري مشكلات إنسانية عميقة أفرزتها الظروف الصعبة الذي . يعنيها المغترب في غربته بعيداً عن وطنه وأهله وصحبه وأحبائه فقد كانوا يعانون من تمزق روحي فأين هم من تحصيل الرزق وأين هم من حال اهلهم الذين تركوهم بعيداً في الديار حيث لا طريق للقاء .

ونتيجة لما واجهوه في غربتهم من معاناة وتقديس للعالم المادي ودفعهم للتعبير عن استنكارهم  هذا المجتمع المادي لما يحيط بهم من مصانع وآلات وضجيج صاخب وهواء ملوث فراحوا يبحثون بين طيات الذاكرة عن جنةٍ خالدة أشبه بوطنهم ليختاروها مهرباً من جحيم الصناعات و قسوة العيش حيث ليس في هذه الغربة من يساندك عند ضعفك ومن هؤلاء الشعراء الشاعر  جبران خليل جبران الذي فتح خياله على مكان مليئ بالطبيعة مستنكراً كل ما تحمله الحياة المادية من أحزان وهموم وأمراض وتعب قائلاً:

ليس في الغابات حزن *** لا ولا فيها الهموم

فإذا هبَّ نسيمٌ *** لم تجئ معه السموم

حيث كانوا المحرضين للناس على العودة لرحاب الطبيعة الخالية من الهموم ولأحزان والآهات حيث يكفيك نسمةٌ من الهواء العليل تلامس وجنتيك وفي ذلك يقول الشاعر جبران خليل جبران داعياً إلى ترك الغربة وما تحويه من ناطحاتٍ للسحب والعودة لحضن الوطن حيث الطبيعة والأنهار الجارية والجبال الشامخة :

هل تخنت الغاب مثلي *** منزلاً دون القصور 

فتتبعت السواقي *** وتسلقت الصخور

كما انهم أبرزوا انتمائهم إلى قيم وطنهم الروحية وعدم التخلي عن هذه القيم فهيَ متأصلة في نفوسهم وبقائهم على ما عاشوا عليه من اخلاق حميدة وعادات فاضلة وفك ناضج وفي ذلك يقول الشاعر نسيب عريضة مبيناً آنه ورغم بعده عن وطنه إلا أن قلبه لا زال متعلقاً به متمسكاً بما نشأ عليه من قيم وأخلاق مليئة بالإيمان والحب : 

ما إن أبالي مقامي في مغاربهم *** وفي مشارقها حبي وإيماني

 ونتيجة لما عانوه ضاروا يتطلعون إلى عالم مليئ بلمحبة والسلم والإخاء لا تشوبه أي من البغضاء والحقد أو الأحزان حيث كانت حالهم وفي ذلك يقول الشاعر إيليا ابو ماضي معبراً عن شوقه وتطلعه لحياة مطربة بالسلام والإخاء 

إنما شوقي إلى دنيا رضا *** وإلى عصر سلام وإخاء

وفي الختام نلخص ما ذكر بأن الأدب المهجري له دور رئيس في تسليط الضوء على المشاكل الإنسانية التي أفرزتها ظروف الغربة القاسية ، فتعالت الصيحات التي تستنكر المجتمع المادي وتحث الناس للعودة لرحاب الطبيعة مبرزين إنتمائهم لقيم الوطن الروحية متطلعين لعالم مليئ بالسلام والحب والإخاء . 

موضوع الغربة و الاغتراب في الأدب المهجري

للتحميل بصيغة pdf اضغط هنا  

الانترنت نافذة نطل منها على العالم !! , فما أهمية هذه الوسيلة ؟؟ , و ما الضوابط الواجب مراعاتها عند استعمالها ؟؟