موضوع وحدة "ظواهر وجدانية" | الوحدة الرابعة | ص 114 | Wiplax

يعد الشعر الوجداني تعبيرا صادقا عما يجيش في نفوس الأدباء , فعبروا فيه عن أحزانهم من جهة , و عن أفراحهم عندما يصفو الزمان لهم بصحبة المحبوبة من جهة أخر

 نص الموضوع :

يعد الشعر الوجداني تعبيرا صادقا عما يجيش في نفوس الأدباء , فعبروا فيه عن أحزانهم من جهة , و عن أفراحهم عندما يصفو الزمان لهم بصحبة المحبوبة من جهة أخرى , متغنين بعطائها و جودها .

* ناقش الموضوع السابق مؤيدا ما تذهب إليه بالشواهد المناسبة , موظفا الشاهد الآتي :

- قال أبو القاسم الشابي :

أَنتِ تُحيينَ في فؤاديَ مَا قد * ماتَ في أَمسيَ السَّعيدِ الفقيدِ

الموضوع :

يعد الشعر الوجداني تعبيراً صادقاً عما يجيش في نفوس الآدباء من مشاعر مختلفة وأحاسيس مرهفة وعواطف مشتعلة ، فهو وسيلة التعبير الأولى عما تكنه النفس الإنسانية في أعماقها بمختلف المجالات، حيث تطغى عليه عواطف الإنسان وأنفعالاته التي تولد مشاعره ، ويستغرق في وصفه لما يستعيرُ في أعماقه من مشاعر وآهات .

فهاهم الأدباء قد عبروا فيه عن أحزانهم التي تؤرق جوانبهم وتلهب قلوبهم وترقق حسهم ، فها هو ذا الشاعر بدر الدين الحامد ينثر أحزانه قطرات من ندى صافٍ على انعدام الوصال ، وحسرة على زمان كان يضلله بأحيائه الوارفة برفقة من يحب واصفاً قصر لقاءه بالمحبوبة ،وشوقه للقاءها، والحزن والألم المشتعل في أعماقه قائلاً:

أكان التلاقي يافؤاد خيالاً * نعمنا به ثمّ اضمحلَّ وزالا

كذلك عبروا عن أفراحهم عندما يصفوا الزمان لهم بصحبة المحبوبة وما يغمرهم من فرح وأنس وارتياح حينما يكونون بالقرب منها،وما يُكِنونه في داخلهم من رغبة عارمة في عيشٍ رغيدٍ سامٍ في كنف المحبوبة،فها هو ذا الشاعر بدر الدين حامد يدعو ربه أن يًُخَلِّدَ تِلكَ الأيام برفقة محبوبته،فقد كانت أيام فرح وسرور،يشتاق إليها في كل يوم جاعلاً تلك الأيام أطيب إِليه من نعيم الجنان :

رعى الله ما كنا عليه فإنه * من الخلد والفردوس أنعم بالاً

كما كانوا يتغنون بعطاء المحبوبة وجودها، إذ كانت في قلوبهم المشاعر المرهفة،والأحاسيس المترعة بالحب والعشق والغرام ،إذ كانوا يُسخَرُون بجمالها ويتيهون في دلالها ويسكرون برَمشَةِ عينيها، وينتشون بمشاعرهم المشتعلة لقربهم ممن يُحِبُّوا،فها هو ذا الشاعر أبو قاسم الشابي يصف لقاءه بالمحبوبة وجودها وكأنها تُحيي قلبه وتنعشه حباً وعشقاًوطرباً بلقاءها :

أنتِ تحيين في فؤادي ما قد * مات في أمسي السعيد الفقيد

فما الشعر الوجداني الا الحانُ نفس مُتَرجمة في كلمات مُقفّاة،لتمزج ذاتَ الشاعر بموضوعه وتجعل كل مايدور من حوله مشاركاً إياه فهي تعبير خالص عن مشاعر الانسان بمختلف أصنافها،ويبقى الحب المتسامي صورة متألقة للعلاقات الإنسانية في أسمى ابعادها الوجدانية .

موضوع ظواهر وجدانية

للتحميل بصيغة pdf اضغط هنا

أهمية اغتنام الفرص في حياة الإنسان